السبت، 26 نوفمبر 2011

تحليل معلقه زهير بن ابي سلمى






قائلها زهير  زهير بن ابى سلمى ربيعة بن رباح المزني

فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله رجال [بنوه] من قريش وجرهم
يعني بالبيت: الكعبة وجرهم: كانو ولاة البيت وسكان الحرام قبل قريش وهم حي من اليمن، وهم أخوال إسماعيل بن إبراهيم 4، وبقوا بمكة مدة، واستحلوا حرمتها، وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى لها، ثم لم يتناهوا، حتى جعل الرجل منهم إذا لم يجد مكانا يزني فيه، دخل بناء الكعبة فزنى. وكانت مكة لا بغي فيها، ولا ظلم فيها، و لا يستحل حرمتها ملك إلا هلك مكانه، وكانت تسمى الناسة لأن أهلها كأنهم يبس من العطش كما قال: ويلد تمسـي قطاه نسسا، ثم استوى من بعد جرهم خزاعة ثم قريش، وقد أوضحنا ذلك في كتابنا ترجمان الأشواق
.يمينا لنعم السـيدان وجـدتـمـا على كل حال من سحيل ومبرم
أي نعم السيدان وجدتما حين تفاجآن لأمر قد أبرمتماه وأمر لم تبرماه، ولم تحكماه أي على كل حال من شدة الأمر وسهولته، والسحيل الخيط الذي على طاق واحدة، والمبرم المفتول على طاقين أو أكثر، والسحيل الضعيف، والمبرم القوي يقال: أبرم فلان الأمر إذا ألح فيه حتى يحكمه، وأبرم العامل الحبل: إذا أعاد عليه الفتل ثانيا بعد أول. فالأول سحيل والثاني مبرم ومنه قوله تعالى (أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون) قال الأفوه الأودي: إشارة الغي أن تلقى الجميع لدى الإبرام للأمر والأذناب أكتـاد، ومنه رجل برم، إذا كان لا يحضر الميسر، و لا يشهد الناس حيث يكون كأنه قد اشتد ضيق صدره، حتى صار لا يفعل مثل هذا. وحبل مبرم، وقد أبرمني، وأبرمت الشيء أبرمه برما، ومنه سميت البرمة؛ لإلحاح الناس عليها بالنار، وسكنت الراء لأنها مفعول به، يقال رجل ضحكة إذا كان يضحك منه وضحكة إذا كان يضحك من غيره بكسر الحاء. والسيدان الحارث بن عوف وهرم بن سنان مدحهما لإتمامهما الصلح بين عبس وذبيان وتحملهما ديات القتلى
.تداركتما عبسا وذبيان بعـدمـا تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
أي نعم السيدان وجدتما حيث تداركتما أمر هذين الحيين بعدما تفانوا في الحرب، فأصلحتم بينهم، ومنشم اسم امرأة عطارة من خزاعة، ويقال جرهمية، يشترى منها الحنوط، فإذا حاربوا كانو يشترون منها الحنوط والكافور لموتاهم فتشأموا بها ويقال إن قوما تحالفوا، فأدخلوا أيديهم في عطرها، ليتحرموا به، ثم خرجوا إلى الحرب، فقتلوا جميعا فتشاءمت العرب بها. يقول: فصار هؤلاء بمنزلة أولئك في شدة الأمر. وقال أبو عمرو بن العلاء عطر منشم، إنما هو من التنشيم في الشر، ومنه قولهم لما نشم الناس في أمر عثمان. وقال أبو عبيدة منشم اسم وضع لشدة الحرب وليس ثم امرأة كقولهم جاءوا على بكرة أبيهم وليس ثمة بكرة. وقال أبو عمرو الشيباني منشم امرأة من خزاعة كانت تبيع عطرا، فإذا حاربوا اشتروا منها كافورا لموتاهم فتشاءموا بها. وقال ابن الكلبي منشم ابنة الوجيه الحميري. وذبيان بالضم والكسر، والضم أكثر، والأصل ذبان ثم أبدل من الباء ياء كما يقال تقصيت من القصة.
وقد قلتما إن ندرك السلم واسعا بمال ومعروف من القول نسلم

ويروى من الأمر، ومعنى واسع ممكن، يقول نبذل فيه الأموال، ونحث عليه وقوله نسلم أي نسلم من الحرب إن قبل منا إعطاء الديات، والسلم بكسر السين، وفتحها: الصلح يذكر ويؤنث قال: فلا تفيقـن إن الـسـلـم آمـنة ملساء ليس بها وعث ولا ضيق

فأصبحتما منها على خير موطن بعيدين فيها من عقوق ومأثـم

منها: يعني الحرب بعيدين: أي لم تركبا منها ما لا يحل لكما، فلم تغمسوا أيديكما في الدماء فتأثموا ولم تتركوا قومكم، فتعقوهم، ونصب بعيدين على الحال، وخبر أصبحتما على خير، والعقوق قطيعة الرحم.
الغرض من هذه القصيده 
 يمدح الحارث بن عوف بن سنان المريين.
معنى القصيده
ينطلق من معاناة قصد معرفة المكان والتحقق منه، ليعقب ذلك كله ولادة وحركة متمثلة في سير الظعائن نرى منها
 نقش الثياب المنشورة على الهوادج وأهدابها المتدلية منها، تتحرك بقصد إلى الممدوحين، اللذين هما هدف القصيدة
وموضوعها الأساس، وهي حلم يتمثل فيه صراع الرغبة والواقع، فمن القفر والخواء في الطلل إلى نبع ماء صاف
 حيث تبدأ الحياة، ويبدأ معها الاستقرار، وفي ذلك مظهر من مظاهر الحياة الجاهلية التي تعتمد الترحال كوسيلة للبحث
 عن مساقط المياه في عرض الصحراء، فالماء يتحكم بالعربي، ليس في وجوده الحيوي فقط، بل في وجوده الاجتماعي كله.


المستوى الصوتي والإيقاعي:


المستوى الصوتي:
تخضع دراسة الأصوات في الخطاب الشعري لعنصر الذوق لأنها لم تصل بعد إلى درجة الدقة والضبط العلميين، ولكن تراكم أصوات معينة أكثر من غيرها في البيت أو المقطوعة أو في القصيدة يُعطي دلالة معينة. ويعد البيت الذي تندرج فيه الإيقاعات على مختلف المستويات بؤرة تكثف سائر خصوصيات الوحدة وتختزلها،

ينتشر حرف السين في هذه الأبيات بشكل غير مكثف ولكنه دال قوي من ناحية النبر على أكثر الكلمات:
 (سعى، ساعيا، فأقسمت، السيدان، السلم). ويبلغ حرف السين قمته في البيت التاسع عشر:
(السلم، واسعاً، نسلم)
وهو البيت الذي يجسد قمة الدعوة إلى السلام، ويجسد الموقف السلمي للوسيطين، تتكرر   
الكلمة في صيغتين 

صرفيتين متمايزتين: (السلم، نسلم) لينتهي إلى سلام ممتد وواسع يتمثل صوتياً في حروف
مد دالة: (واسعاً،
بمال، معروف، قلتما) هذه المرات الأربعة تمثل امتداداً صوتياً يعبر عن الرغبة في امتداد
السلم، خاصة بعد أن
امتدت الحرب فترة طويلة وعانى منها القوم طويلاً وهو ما يوحيه البيت الثامن عشر الذي
يجسد استمرار
الحرب: (تداركتما، ذبيان، بعدما، تفانوا، دقوا) حيث يبدو الاتساع الصوتي لهذا البيت وكأنه
يحجب الاتساع
الذي يليه والدال على السلم إلا أنه محاصر بين بيتين دالين على السلم هما البيتان العشرون
والسابع عشر:
(يميناً، السيدان، وجدتما، حال، سحيل).

المستوى الإيقاعي:

يتداخل المستوى الإيقاعي للنص ويتكامل مع المستوى الصوتي للأبيات ويمكن رصد الضوابط
المتحكمة في الإيقاع .

وبالتالي الانتظام الصوتي على الرغم من أن النص محكوم مسبقاً بوحدات ثلاث:

1-   وحدة البحر: والبحر الطويل هو الذي يحكم القصيدة والمتكون من التفعيلات (فعولن مفاعيل)
مقبوضة العروض

   على طول القصيدة.

2- وحدة القافية: وحرف الروي هو الميم، موصولة بحرف إشباع (الياء) خالية من الردف.

3-   وحدة البناء العام للنص: حيث تتوالى الأبيات في شكل عمودي لا تحيد عنه.


النقد الشخصي:


لا اشعر انني مؤهله لانقد معلقه مثل معلقة زهير بن ابي سلمى
وما أوتيت من العلم الا قليل .



هناك تعليق واحد: